ثـورة الـحنين المزعومة
خدعة للأمة وخدمة لأجندة أعدائها
نحن على البيعة ثابتون، وعلى العهد باقون وبه صادقون، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية – حفظه الله وأمد بعمره ووفقه ونصره على من عاداه – بيعة وعهد ندين به خالقنا – سبحانه وتعالى – والتزمنا بذلك ديانة وامتثالاً لأمر خالقنا، وأتباعًا لسنة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – ولا نقول ذلك خوفًا من بطش السلطان ولا طمعًا في ما عنده من هبات، وإنما نقول بذلك إبراء للذمة من حقد حاقد وحسد حاسد وكيد كائد.
هي فتن وشرور تحاك بليل وظلام دامس، في دهاليز العتمة والحقد على تلك البلاد ومقدراتها، وشعبها وأمنها واستقرارها وخيراتها، وإحداث شرخ بين الشعب والقيادة، بحجج واهية ومطالب سافهة لا ترتقي إلى مستوى المطالب العادلة، ولا تستحق أن يشفع فيها عاقل لدى السلطان؛ حتى تستحق أن تكبر وتفخم ويقام من أجلها ثورة وما أدراك ما الثورة.
تلك الثورة التي ينشق بها صف وحدة الأمة، ويكون بها مخالفة شرعية بالخروج على السلطان من غير مسوغ شرعي لذلك الخروج، وتسفك بها الدماء وتهدر بها الأموال وتهتك بها الأعراض، ويحصل بها النهب والسلب، وتخرب بها الديار، ويكثر بها الهرج والمرج، فلا يعلم من الطالب ومن المطلوب، ومن الظالم ومن المظلوم، ومن صاحب الحق ومن هو عليه الحق.
وقبل هذا وذاك هل من مجيب على تلك الأسئلة والاستفهامات :
· هذا الانشقاق لصالح من ؟
· من يقف وراء تلك الثورة ؟
· ما أهدافه الخفية ؟
· من الذي خول الداعي إليه بالدعوة باسم الشعب السعودي ؟
· من وافقه على تلك المطالب حتى يصيغها ويطلب من الجميع الموافقة عليها دون نقاش أو مفاهمة ؟
· أليس في ذلك مخالفة شرعية وقانونية ؟
· وإن سلمنا بصحة مزاعمه ومطالبه "جدلاً" فهل نعالج الخطأ بخطأ أفدح منه؟
إن الدعوة إلى ما يسمى بـ " ثورة حنين " دعوة باطلة، وهي دعوة مشبوهة بلا شك ولا ريب، وهي دعوة من أعداء تلك البلاد، من أقزام فاشلين لا يستحقون حتى أن يذكروا، وهم بلا شك بذلك يخدمون أجندات صهيونية وفارسية رافضية، فالصهيونية والرافضة في إيران هما وجهان لعملة واحدة، ولديهم مخططات ومطامع توسعية في المنطقة، وهذا لا يختلف على اثنان، ويكفي ما حدث في البحرين، وما تدندن به فضائياتهم هذه الأيام، وتباركه من خروج وثورات في دول الخليج العربية.
فهم من وراء تلك الدعوة الساقطة المكشوفة، يريدوا أن نكون لعبة بين أيديهم يحركونها كيفما شاءوا، ويفسدوا علينا أمننا واستقرارنا في بلادنا، وأن نتقاتل فيما بيننا وقيادتنا، لنحول نهضة بلادنا إلى كوم رماد ونجعلها خربة لا زرع فيها ولا ماء، بعد أن يزرعوا الفتنة ويفككوا اللحمة التي تربط بيننا.
وبما أن ذلك واضح وجلي، فما موقفنا نحن أبناء المملكة العربية السعودية الشرفاء والنبلاء والمخلصين والمحبين لبلادهم بلاد الحرمين، المبايعين للقيادة الرشيدة وحكم آل سعود لهذه المملكة المباركة، الرافضين لكل فكر تخريبي داعي للفتنة والفوضى والفساد على تلك الأرض الطاهرة ؟
إن موقفنا واضح وجلي، فنحن على البيعة والعهد ما حيينا، واجب علينا السمع والطاعة في غير معصية الله، كما هو واجب علينا المناصحة وإبداء المشورة وتقديم الأفكار والمقترحات لمن لهم في أعناقنا بيعة، وهم آل سعود بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – سدده الباري ونصره – فآل سعود هم مواطنون مثلهم مثل أي مواطن، وهم بشر يخطئون ويصيبون، فلم يدَّعوا العصمة يومًا، ولم يدَّعوا أنهم صفوت الخلق من آل البيت ومن سلالة الأنبياء والرسل، بل هم من أبناء الجزيرة، ولأهم الله الأمر في هذه البلاد، وبايعهم الشعب على ذلك، فإن أصابوا فالحمد الله، وإن أخطئوا فواجب علينا مناصحتهم وبيان الحق لهم، فإن قبلوا فالحمد الله وإن أعرضوا – وأبراء إلى الله أن يعرضوا – ناصحناهم مرة ومرة.
أما الخروج والمظاهرات والثورات فهي محرمة شرعًا، دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة، وقد أفتى بذلك علماء تلك البلاد وبينوه للأمة، وبينوا ما يجب عليهم في المواقف والفتن والمحن، فحري بنا أن نكون مع الحق صادقين، لا تغرنا أباطيل شرذمة فاسدة حاقدة، يسرها الجلوس على الجيف، وشرب دماء البشر، وقلب الموازين ليعثوا في الأرض فسادًا.
ولكنهم نسوا أننا أحرار؛ لا تحركنا خفافيش الظلام، ولا تهزنا الرياح العاتية، ولا دجل الدجالين، وأننا أسود نتعطش لحماية وطننا من أي خطر يتربص به، ونسهر على ذلك ونفخر دون كلل أو ملل، وأننا نتحد وتتوحد صفوفنا في وجه الأعداء، وتكون كلمتنا واحدة؛ وإن كان بيننا خلاف فإننا نرميه خلف ظهورنا ونقبل على حماية وطننا يدًا واحدة صلبة قوية لا تخاف في ذلك لومة لائم، لتبقى راية التوحيد خفاقة يحملها قائد مسيرتنا ووالدنا أبا متعب ونحن نتفي بظلالها وننعم بخيرات ومقدرات وطننا الغالي .
حفظ الله بلادنا من كل سوء، ورد كيد الكائدين والحاقدين في نحورهم، وأمد الله بعمر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني – حفظهم الله جميعًا ووفقهم لكل خير ونصرهم على أعدائهم وسددهم لكل أمر في صلاح البلاد والعباد – .
منقــــــــــــــــــــــــــــــــول
</B></I>