[align=center]بيت الجن ---------
-------------
---------------------
كان في اخر ذلك الزقاق العتيق المكون من بيوت متلاصقة بينها طريق ضيق .. بيت قديم مغلق منذ سنين لايعلم له صاحب , كانت شبابيكه مغبرة فلا يرى منها مافي داخل البيت ...
في صباح احد الايام فتحت ابواب ذلك البيت , وكان هنالك عمال ينظفون ويصلحون .. فوضى عارمة لكن يبدو منها ان احدهم سيسكن في هذا البيت ..
لم يمض وقت طويل لانهاء الاصلحات اللازمة واذا بعائلة صغيرة مكونة من رجل وزوجتة وصغيريهما انتقلوا مع اغراضهم ليسكونوا فيه ...........
مرت ايام وايام , كان كل شي يبدو يبدو عاديا .. الزقاق وناسه القدامى والاطفال يلعبون امام البيوت منظرا لطالما تكرر .. وفي احد الليالي , وبينما الزقاق يغرق في عتمة الليل اذا بصرخة امراة تشق ذلك السكون المخيم ....
كان الصوت ياتي من اخر الزقاق .. صوت امراة تستغيث , تطلب من ينقذها .. استيقظ الناس وصاروا يهرعون الى الطريق الضيق الى ان وصلو الى اخر الزقاق لكنهم ظلوا واقفين اما باب البيت المغلق .. فربما كان شجار عائلي !!
لكن صراخ المراة ظل يتعالى اكثر وكان يبدو انها تريد من ينقذها من امر مجهول ..........
لم يكن هناك مناص من اقتحام الباب وهكذا دخل الجيران الى البيت وصار كل واحد منهم ياخد اتجاها داخل البيت باحثا عن المرآة المستغيثة ...
هناك وفي احد غرف البيت القديم عثروا على تلك المرآة قابعة في احد زوايا الغرفة تحتضن صغارها .. ثيابها ممزقة وتبكي برعب واضح !!!!
وما ان رات الناس حتى ارتمت عليهم تتوسل ان يخرجوها من هذا المنزل ,
الكل يريد ان يعرف المشكله اين زوجها ومما تستغيث ومن مزق ثيابها ؟؟ اسئلة كثيرة صارت تطرح بينما المراة تسحب نفسها خارج الغرفة جارة اطفالها الباكين ...........
مرة فترة من الزمن حتى استطاع الجيران ان يسكتوا هذه المستغيثة الباكيه ويقنعوها بان تجلس وتشرح لهم المسئله .. فقالت ........
سافر زوجي صباح اليوم الى مدينة اخرى لغرض العمل وكانت هذه اول مرة يتركني بعد تحولنا للسكن في هذا البيت , وانا متعوده على سفر زوجي لغرض العمل وهو في كل الاحوال لايتاخر اكثر من ايام معدودة .....
وعندما حل الليل اتجهت للنوم مع صغاري كالمعتاد .. لم اعرف كم من الوقت مر علي وانا نائمة عندما احسست ان شيئا او جسما يهجم علي يجر ملابسي بعنف .. كانت هناك مخالب واطراف قوية تحاول ان تنتزعني من سريري اصبت برعب ولم اعرف هل هو انسان ام حيوان مفترس بدات بالصراخ لكني تذكرت اطفالي فخلصت نفسي من هذا المجهول لاهرع الى سريرهم الذي لايبعد عني كثيرا ...
كان الاطفال قد استيقظوا على صوت صراخي او لا ادري ربما لسبب اخر وبداوا بالبكاء .. تلقفتهم بيدي لكن ذلك المخلوق المرعب الذي صرت اراه بوضوح هاجمني مرة اخرى قبل ان اتمكن من الخروج من الغرفة وصار ينفث بوجهي .. لم اعرف مالعمل ولم اجد غير الصراخ منجدا لي ........ز
اخذت المراة بالبكاء مرة اخرى وراحت تتوسل ان يخرجوها من هذا البيت .. احتار الجيران في امرها هل هي صادقة ام كاذبه او لربما كانت تحلم خصوصا ان زوجها مسافر وهي وحيدة في بيت كبير لاشك ان الامر يدعو الى القلق ........
اخذ بعض الجيران يجول في البيت فلربما كان هناك شخص دخل ليسرق او ربما حيوان او اي شيء يدل على صحة كلام المراة ... لكنهم لم يجدوا شيء يدعوا لتصديق كلامها فالابواب والنوافذ مغلقة كما انهم كسروا الباب الرئيسي بانفسهم ليتمكنوا من دخول البيت اي ان الباب كان مقفل باحكام ..........ز
حاولوا طمانتها ان كل شيء عادي ولايوجد مايخيف لكن المراة ظلت تتوسلهم ان تبيت وصغارها في بيت احدهم حتى الصباح وبعدها تحاول الاتصال بزوجها المسافر او الذهاب الى اهلها الموجودين في مدينة اخرى .........
كان بين الجيران رجل كبير في السن معروف بالورع والتقوى تقدم الى المراة الشابة وطلب ان يصحبها الى بيته لتبيت مع زوجتة الحاجة بينما هو سيبيت في بيتها حتى الصباح ...........
وهكذا ذهبت المراة وصغارها الى بيت الحاج ابو احمد بينما هو اخذ المصحف الصغير الذي يحمله باستمرار ليقرا به وقت صلاة الفجر .........
ذهب الجيران الى بيوتهم وهم بين مصدق ومكذب وعاد السكون ليلف الزقاق من جديد .......
عند الصباح خرج الجيران متجهين لاعمالهم لكنهم وجدوا الحاجة ام احمد تفق وسط الزقاق قلقة فالحاج لم يعد للبيت حتى الان والمراة التي باتت في بيتها تريد ان تعود لمنزلها لاخذ اغراضها لتسافر لاهلها ...
كان الامر غريب فالحاج كان دائما اول المستيقضين كل صباح .. هنا تجمع الجيران مرة اخرى ولكن بقلق واتجهوا نحو البيت الموجود في اخر الزقاق واخذوا يطرقون الباب وبعظم اخذ ينادي الحاج باعلى صوته ولكن لم يكن هناك من مجيب ..........
اقتحموا الباب مرة اخرى واتجهوا يبحثون عنه في كل اتجاه ... كان يجلس في احد اركان البيت حاملا المصحف بين يديه وهو يقرا بسكون .........
ما ان راهم حتى قام اليهم . حوطهم بذراعيه وكانه يحيط ابنائه الصغار ودافعا بهم برفق الى خارج البيت ..
كان الكل قلقا ويريد ان يعرف مالقصة ..
هناك خارج البيت تنفس الحاج بعمق وكانه يزيل جبلا من الهموم عن صدره .. وقال لهم ....
بعد ان تركتموني اغلقت باب البيت واتجهت الى اريكة اتمدد عليها لانام .. وما ان غططت في نومي حتى احسست كان جبلا انهار فوقي وصار يلكمني ويضربني .. لقد كان شيطان خبيث مرعب الشكل هجم علي .. نعم ان البيت يسكنه شيطان وان المراة كانت صادقة ولولا اني كنت احمل كتاب الله لما ارتد عني وها انا منذ اللحظة التي هاجمني فيها وحتى دخولكم علي اقرا القرءان وانفث بوجهه ليبتعد عني لكنه لم يبتعد غير خطوات وكلما فترت او شعرت بالنعاس يهم بمهاجمتي وكنت اسمع بفحيح انفاسه الكريهة ....
كان الامر يشبه النكتة فلم يصدق البعض والبعض الاخر اخذ يتعوذ من الشيطان الرجيم ....
المهم ان البيت عاد مهجورا من جديد ولم يسكنه احد وصار الاطفال يتحاشون الاقتراب منه وصاروا يدعونه بيت الجنون .......[/align]
[align=center]تحياتي للجميــــــــــــــــــــــع....................مر عب النفوس[/align]