التحرك الشعبي السعودي
عندما قالت المملكة إن ما يحدث في جنوب لبنان هو حرب على لبنان ليس على حزب أو فئة أو طائفة، هو حرب وتدمير لبنان البلد والسيادة والشعب، فهذا هو خلاصة الأحداث في لبنان .. السعودية لخصت الموقف وتحركت على المستوى السياسي والدبلوماسي والشعبي وعبرت بوضوح أن «سقوط خيار السلام نتيجة الغطرسة الإسرائيلية يعني إعلاء خيار الحرب». وهذا يشكل موقفاً سياسياً من دولة وقفت طويلاً إلى جانب لبنان وجانب الحلول السلمية بالمبادرات والمفاوضات وتعمير لبنان... ما يحدث في العالم العربي يجعلنا أمام ضوء ساطع تقوده المملكة لإخراج لبنان وفلسطين من تلك المحنة التي عصفت ببلديهما نتيجة الغطرسة الإسرائيلية وحلول القوة والعنف بدلاً من السلام ... العالم العربي يعيش في صمت عجيب فلا نسمع من مغرب العالم العربي أي تحرك سياسي ودبلوماسي وشعبي كما أن مشرق العالم العربي مازال يتعامل بحذر شديد وبطيء ... والسعودية تتحرك بكل الاتجاهات ويوم الأربعاء الماضي تحرك الشارع السعودي للمساندة الشعبية عندما وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتنفيذ الحملة الشعبية السعودية لجمع التبرعات النقدية والعينية لصالح أبناء الشعب اللبناني الشقيق... وهي رسالة للعالم العربي للتحرك السياسي والشعبي لوقف الحرب ضد لبنان، فلا يكفي أن الصحفيين في الوطن العربي يتحركون وحدهم أو نقابة المحامين أو جمعية الفنانين أو تقام حفلات فنية وثقافية لصالح المشردين في لبنان... فالسعودية أعطت أنموذجاً للتحرك السياسي والشعبي لصالح وقف الحرب ودعم ضحايا الحرب فوقف الحرب تراها مسؤولية دينية وأخلاقية ووطنية ومن خلال موقع المملكة السياسي والديني والشعبي كقلب نابض بالدين الإسلامي والعروبة فإنها تتجه إلى التحرك الفاعل والمستمر لوقف النزيف ودفع جميع القوى إلى طاولة المفاوضات...
العرب لا يحتاجون إلى قمم ومؤتمرات عربية .. يحتاجون إلى تحرك سياسي وشعبي لإشعار العالم أن الحرب على لبنان حرباً ظالمة وكشف إسرائيل أمام الرأي العام الدولي أنها لا تحارب حزب أو فئة أو طائفة، بل تحارب بلداً له سيادة وعضو في الأمم المتحدة وإن ما يحدث هو هدم وتدمير للبنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، هو تدمير وتعطيل للحياة السياسية والاجتماعية في لبنان وأيضاً يحتاج العرب إلى فضح السياسة الأمريكية في المنطقة التي توفر الغطاء العسكري والسياسي والإعلامي لإسرائيل وتفشل جميع الجهود الدولية للوصول إلى إطلاق النار.. فالحرب على الإرهاب التي تقودها أمريكا لا يمكن أن تفسر بتدمير البنية التحتية من جسور ومطارات وموانئ ومصانع ومنشآت مدنية وقتل مدنيين وتعقب العائلات الفارين من جحيم المعركة في الجنوب وقتلهم جماعياً على الطرقات ... أو أن يكون هذا شكلاً من أشكال الحرب على الإرهاب.... إذن نحن أمام منعطف حذرت منه المملكة عندما قالت: إن سقوط خيار السلام يعني إعلاء خيار الحرب.
|