اتهم محللون ماليون دورات الاستثمار في سوق الأسهم التي تقدمها بعض المعاهد الخاصة بإشراف من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، باستغلال عدم الرقابة عليها لتقدم مناهج في التحليل الفني لأسواق خارجية تختلف ظروفها وبيئتها عن سوق الأسهم السعودي، مما غيب عن المتداولين الطرق الصحيحة للاستثمار في الأسهم.
كما أن المعاهد الخاصة التي تقيم هذه الدورات تركز على الربح المادي دون اهتمام بكفاءة المحاضرين فيها، أو قوة مناهجها وملاءمتها لسوق الأسهم السعودي.
وطالبوا بضرورة نقل الإشراف والرقابة على هذه الدورات من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني إلى هيئة السوق المالية ومعاملتها وفق ضوابط وشروط الترخيص لمكاتب الاستشارات المالية.
وقال الدكتور سالم باعجاجة المحلل المالي إن المعاهد الخاصة التي تقدم دورات الاستثمار في سوق الأسهم تهدف إلى الربح المادي بالدرجة الأولى عبر الاهتمام بطرق جذب المتدربين دون التركيز على سلامة المناهج التي تقدمها وكفاءة المحاضرين في هذه الدورات.
وطالب باعجاجة بضرورة إشراف هيئة السوق المالية على هذه الدورات ومعاملتها معاملة مكاتب الاستشارات المالية وضوابطها، إضافة إلى دراسة الهيئة لمناهج هذه الدورات والترخيص للمناهج الصحيحة مع اغلاق المعاهد المخالفة، كما طالب الهيئة بانتقاء المحاضرين في هذه الدورات ممن لديهم الكفاءة العالية والدراية الكاملة بسوق الأسهم السعودي.
وتحدث باعجاجة عن مناهج دورات الاستثمار في الأسهم في المعاهد الخاصة، حيث ذكر أن المناهج تعتمد على التحليل الفني من خلال التطبيق على أسواق خارجية تختلف بيئتها وظروفها عن سوق الأسهم السعودي، مما يدلل على الأخطاء الكبيرة في هذه المناهج، مشيراً إلى أن بعض المحاضرين في هذه الدورات يمارسون بعض الطرق المخالفة لأنظمة ولوائح هيئة السوق المالية ومن ذلك اعطاء توصيات لمتدربيهم ب «الدخول والخروج» على الرغم من عدم صحة الكثير منها مما تسبب في تذبذب مؤشر السوق في بعض الفترات.
من جهته قال الدكتور محمد شمس الأكاديمي والمحلل المالي إن الدورات التي تقيمها بعض المعاهد الخاصة لتعليم المتدربين طرق الاستثمار في سوق الأسهم السعودي كان لها دور واضح في التأثير على تعاملات المتداولين بالسوق عبر اعتمادها على التحليل الفني الذي لا يعكس الرؤية العامة للسوق واغفالها للتحليل الاقتصادي الأكثر أهمية من سابقه.
ولفت شمس إلى أن دورات المعاهد الخاصة رسخت في عقول المستثمرين في السوق ثقافة التحليل الفني التي جعلت المستثمرون يتعاملون مع سوق الأسهم من زاوية ضيقة يسايرون من خلالها المضاربين، مضيفاً بأن الشريحة العظمى من المتعاملين في سوق الأسهم لم تحصل على هذه الدورات، ولكن تأثيرها السلبي كان كبيراً على من حصلوا على هذه الدورات.
وأوضح بأن هذه الدورات تقدم محاضرين لا يمتلكون معرفة كاملة بأوضاع السوق من اجتازوا دورة أو اثنتين في التحليل الفني واعتقدوا أنها تكفيهم ليحاضروا في هذه المعاهد على الرغم من أن سوق الأسهم السعودي أكثر تعقيداً من ذلك، حيث يتطلب من المحاضرين الإلمام الكامل بالعلوم الاقتصادية وبكافة المؤشرات الاقتصادية الأخرى المسايرة لسوق الأسهم، إضافة إلى تحليل القوائم المالية للشركات التي تعكس أداء هذه الشركات.
وشدد شمس على ضرورة التنسيق بين المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الجهة المشرفة على المعاهد التي تقدم هذه الدورات وبين هيئة السوق المالية بآلية تضمن عدم الترخيص لأي دورة لتعليم الاستثمار في سوق الأسهم إلا بموافقة هيئة السوق المالية وتحت رقابتها وإشرافها، مشيداً بالدورات التي تعتزم الهيئة تنفيذها بعد نهاية صيف هذا العام في أنحاء المملكة لتوعية المتداولين في السوق بالطرق المثلى لتداول الأسهم.