قتلت قوات الاحتلال امه واخاه وأشلّت أباه واحرقت جسده الصغير، وكان رد مدير مستشفى ابن سينا : هو اسمه عمر خليه يموت أشرف له، ما عندنا علاج للي أسماؤهم عمر. حدث هذا في القرن الواحد والعشرين في العراق الجديد.
عرفت الإنسانية ومنذ القدم ثقافة العنصرية التي ما فتأ الحس الانساني يستنكرها يحاربها كما شهدت على ذلك صفحات التاريخ . فتلك هي الصفحات التي تشير الى مرحلة وأد البنات في الجاهلية ، وهذه التي تشير الى العهد النازي ، واخرى تشهد على العنصرية ضد الزنوج ... وهكذا لاتكاد تخلو مرحلة من مراحل البشرية الا ويتخللها لونا معينا من العنصرية ، لكن قاسمها المشترك كان على الدوام تعصبا للون او الجنس او القومية ... اما ارض العراق المكلومة اليوم ، فتشهد صورة فريدة في نوعها لعنصرية جديدة ابتكرها المد الفارسي الذي حاولت افعاه فيما مضى ان تمد جسدها نحو البيت العربي وتنفث سمومها في حناياه ، تحت شعار ( تصدير الثورة !) .
فاليوم وبعد ان شعر الفرس بأن الأوان قد حان لكشف غطاء الوجه الذي طالما اجتهدوا لجعله يخفي تحالفهم البعيد في جذوره مع اليهود واعداء الاسلام ، هاهم يسجلون بأيديهم الملطخة بدماء العرب والمسلمين والبريئة من دماء الكافرين على مدى تاريخهم المشين ، عهدا من العنصرية التي لم تطرق آذان البشرية مسمعا لمثلها ، تلك هي العنصرية المقيتة ضد الاسم " عمر!!" . نعم ان العنصرية التي تعكس التعصب المذهبي شهدتها اديان عديدة غير الاسلام ، ونعم ان الآف الانفس قد ازهقتها حروب التعصب المذهب ، لكن ما لايحتمله العقل البشري المعاصر ، هو ان تشن الدولة التي لم تسأم التغني بحرصها على امتلاك التكنلوجيا النووية وغيرها من انواع التكنلوجيا ، حربا ضروسا تبرأ
الوحوش من مثلها ، على كل من يحمل اسم عمر ؟ .. وما لا يطيق العقل جمعه ان دولة فارس التي (تنصح !) الدول الاسلامية باقتناء التكنلوجيا النووية ، هي ذاتها التي ترفع شعارها " اقتلوا عمر ولو كان في بطن امه !". بل ويفخر سفاحوهم بأن الدولة (الاسلامية !!!) قد احتفلت بقتل اكثر من مئتي عمر في اسبوع واحد في العراق ؟؟وكأننا امام المومس التي تجاهر بالفاحشة ، وتوجه نصحها للحرائر بالعفة !..
فنحن امام مشاهد يصعب على الاسوياء تفسيرها او حتى ايجاد مسوغات منطقية تبررها ، سوى ان حقدا نازيا جديدا يكشر عن انيابه التي تقطر بدم الابرياء .
اذ بم يمكننا اجابة تساؤلات الضمير الانساني على رفض تقديم العلاج لطفل لايتجاوز عمره الاربع سنوات نالت منه كارثة الاحتلال ، لالشئ سوى إن اسمه عمر ؟! .
فقد رفض مدير مستشفى ابن سينا في بغداد ، وهو المستشفى الوحيد الذي يتمتع بالامكانيات الطبية الجيدة بعد الاحتلال ، ان ينقذ طفلا أصيب بحروق بالغة تقدر بسبعين في المائة جراء تعرضه وإفراد اسرته لخطأ النيران الأمريكية ! والتي أفقدته والدته وشقيقه الأصغر وأصابت والده بالشلل والعجز التام.. . فكان أمر الرفض هذا مكللا بكلمات تليق بمستوى الذين تقاسموا المناصب في العراق الجديد ، حيث قال السيد المدير! وباللهجة العراقية (هو اسمه عمر خليه يموت أشرف له، ما عندنا علاج للي أسماؤهم عمر) !! .. ويبدو أن السيد المدير أراد للطفل ذي السنوات الأربع أن يحيا ميتا بعد أن تركه يواجه مصيبته دون عون من احد . عمر الآن لا يزال ينتظر رحمة الراحمين ، طبيبا أو مستشفى يداويه ، صاحب خير يتكفل علاجه ، إعلاما حرا ينشر حكايته ..
نعم هذه والله حقيقة يواجهها الطفل عمر في عراق الحرية ، عراق الديمقراطية وليس في بلاد العجائب !!! .
ملاحظة : لمن اراد مساعدة الطفل عمر الاستفسار عبر الايميل :
shurooq@iraqirabita.org