جاءت هذه العملية المباركة بعد أن وصلت الأخبار سريعاً بأن الصليبيين و المرتدين قد عملوا إنزالاً كبيراً على منزل الأخ القائد الشهيد - أبو أسامة الأنصاري - و ذلك بغية قتله أو أسره فتحركت مجموعتنا بهدف فك الحصار المفروض عليه و بدأ الإستطلاع و الترصد على الأمريكان المتمركزين فوق ذرى جبال الربط و هي إحدى القرى الحدودية في مدينة القائم, كنت في حينها في أحد البيوت في مدينة الكرابلة حيث أفزع نومي صوت القائد الشهيد أبو أصيل الجزائري بضرورة القدوم معه لأمر هام و لما استفسرت منه عن السبب قال إن هناك هدفاً ثميناً يجب ضربه الآن و ليس غداً ,فاستعنا بالله تعالى على العدو و ركبنا سيارتنا الجيب و توجهنا إلى الموقع و رأيت بأم عيني الجنود الأمريكان المنتشرين على تلك الجبال و هم في وضع استرخاء تام ,و ما دروا أن أسود الإسلام يعدون للإنقضاض عليهم و الإقتصاص منهم ,و بعد عدة مراحل من الرصد و المتابعة تم و ضع الخطة العسكرية و التي كانت تقضي بضرورة صعود مجموعة من القناصين على إحدى البيوت المطلة على موقع العدو الصليبي مع مجموعة الإقتحام التي تتقدم للبدء بضرب الهدف من الأمام ، و بالفعل بدأ الإخوة بالتسلل على موقع العدو و بدأ القناصون بالصعود و هم الأخ أبو البراء و أبو حمزة و أبو غيث و غيرهم و تقدمت أنا بصحبة الأخ القائد أبو أصيل و أخ أنصاري آخر بالإضافة إلى الأخ أبو سفيان التونسي و عندما ارتقينا إلى البيت تفاجئنا من شدة غفلتهم و عندها بدأنا بالرمي عليهم و بكثافة شديدة بلأسلحة المختلفة (FAL،القاذف RPG7، البيكا ) بالإضافة إلى الرشاشات العادية و بدأ الإخوة بالتكبير و القناصون كذلك بصيد الجنود المنتشرين و قطف رؤوسهم العفنة و ثار الغبار و اختلط بصراخ الجنود الجبناء الذين ما استطاعوا أن يردوا علينا حتى بطلقة واحدة و هم يفرون من أمامنا كالفئران و عندها تم رصدنا من أحد الجنود الأمريكان و بدأ يرمي علينا بسلاح الهاون 60 ملم وكاد أن يصيبنا ,عندها أصدر الأمير الأمر بالإنسحاب حينها تنبه الأخ أبو عبد الرحمن التونسي لهذا الجندي اللعين فقنصه على الفور و بدأ يتدحرج من على الجبل وإذ بالأمريكان بدأوا بعملية إلتفاف من جهة المزارع القريبة من نهر الفرات و لكن تنبه لهم الأخ أبو البراء و أكرمه الله بقتل (8) منهم ،ففروا بعدها لا يلوون على شيء بعد أن عظمت فيهم الجراح و لم يستطيعوا حتى سحب جثثهم النجسة واستطعنا في ذلك الوقت الإنسحاب بأمان و لله الحمد و المنة ،و إذ بنا نرى الطائرات العمودية تأتي وبسرعة لانتشال جثث الصليبيين والنجسة وحلق الطيران الحربي في الأجواء وقام بقصف بيوت المسلمين الفارغة والتي ادعى أنها معسكرات للمجاهدين ، وحدثت في هذه المعركة كرامة عجيبة وهي أننا في أثناء الأنسحاب قفزنا إلى بيت وذلك بغية مواصلة المسير من بيت لآخر وذلك للإختفاء عن أعين العدو ، وصوت الطائرات فوقنا تقذف بجحيمها على كل شيء متحرك وإذا بأحد الإخوة يشتم رائحة عجيبة ، قائلاً والله أني أشم رائحة الجنة وشمها عدد كبير من الإخوة في ذلك الوقت فكانت كرامة وتثبيتاً من الله لنا وتم الانسحاب حينها وسلم الإخوة جميعهم والله الحمد وكانت خسائر الصليبيين في تلك العملية أكثر من (18) جندياً لعيناً بالإضافة إلى الجرحى ، وانسحبنا إلى قواعدنا بسلام والحمد لله رب العالمين ...