(( أن أحاول أن أزرع زهراً... على صخر جبل أفضل من أن أبقى بلا زهور أو عمل ))
في خضم أفكاري ... ومنتهى خيالي وجدت قارباً صغيراً بجوار ساحل نهر كبير فلفت انتباهي لوحة معلقة بجانب ذاك القارب الغريب مكتوب عليها بخط عريض هنا نهر الأمل ...
وأيضاً وجدت لوحة كبيرة عن يمين القارب خط عليها إلى من يفقد الأمل ؟؟
عدت بنفسي إلى الوراء قليلاً وبعد مدة قليلة من التفكير والتروي أعدت النظر إلى اللافتة مرة أخرى وعزمت على أن أسير إلى ذلك النهر الغريب لعلي أراه حقاً أو أصل إلى غايتي وآمالي ... وبالفعل بدأت بذلك القارب أمضي إلى ذلك النهر نهر الأمل كما خط على تلك اللافتة ... وكان ذلك القارب صغير لا يحتمل أن يحمل أحداً سواي ... والأعجب غرابة أن ذلك النهر لا يشرب من ماءه العذب إلا من يراه حقاً بل يبحر في موانئه ... كانت تلك الرحلة أول مرة لي أرى نهراً مثل ذلك في حياتي ... أخذ ذلك القارب الصغير يسير بي كالحلم في دنيا الخيال ... وكالطير في أعناق ذاك النهر نهر الأمل ...
كنت أسير معه وأنا في قمة السعادة لأنني أنتظر بأن أشرب من ماءه وأراه حقاً... فإني أعطش للأمل دائماً وأطمح بأن أنعم بظلاله ... ولكن ... شي ما حدث لي أخل من سير القارب ... توقف!! وإذا بذلك النهر يقول لي يا عزيزتي آسف بأن أعتذر عن عدم قدرتي على حملك فحملكِ ثقيل بل أثقل على قلبك قبل قاربك ... سوف تغرقون سوياً أنت والقارب معاً وأنا لا أستطيع إنقاذكِ ... وبعد صمت حزين ظهر صوت خافت هادئ من جماد نطق بعدما كان خامداً لا يتكلم!!
أنه ... أنه ... القارب ... قال لي يا عزيزتي أنا قاربكِ وصديقكِ المخلص لك دوماً أنثري ما بخاطرك من خواطر فحملكِ ثقيل وسوف نغرق سوياً ولن تحققي أحلامكِ وتصلي إلى منالك وآمالك فأنني أريد لك الخير والسعادة ألا ترين ذلك؟؟!!
فقلت له وأنا بكل اندهاش وغرابة... كيف تتحدث وأنت قارب جماد ... فأبتسم ضاحكاً وقال ألم تعرفيني جيداً ... أنا قاربكِ الذي حملتكِ منذ زمن طويل وسنين عديدة ... فقلت له أذن ما أسمك ؟؟؟ قال أنا القلم ... أنا القلم الذي أخط لك الأحرف من دمي وبحبري أخطها بصبر وأخطط لك أهدافكِ دائماً أما زلتي تجهلينني حتى الآن!!!
نظرت إليه نظرة تأمل وبعين عابرة كدت أجن من حديثه الصامت وقلت في نفسي نعم كنت دائماً أمسك بك ... وأضعك حيث أشاء ... فلم تتضايق مني ولو لمرة ... أتحدت معك فلا تملني ... وتسير في يدي حيث أشاء ... فأنت الصديق الوفي ولم أر الإخلاص والمودة إلا بك ... أنت توأم روحي ... ورفيق دربي ... وجروحي ... يا من تبادلني المشاعر الصادقة ... لم يدفعني أن أتمسك بك إلا أنك تنثر خواطري وتخفف من حملي لكي لا أغرق في بحر الأمل الزائف ... فأنت الأمل حقاً ... فلا أمل بدون قلم .