ما المقصود بعد المبالغة في الاستنشاق إذا كان الإنسان صائما ؟
السلام عليكم و جزاكم الله كل خير .. ما المقصود بالمبالغة في الإستنشاق؟ لأني قرأت مرة بأنها تعني ايصال الماء لأقصى الأنف .. فأنا عندما أتوضى أخشى أن يصل الماء إلى حلقي لإني أشعر ببرودة الماء في أقصى أنفي ولكني أبصق أن شعرت بشيء فأصبح في حيرة من أمري وخوفي من أن أكون أفطرت لإني لا أستطيع الإستنشاق إلا بهذه الطريقة ؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
على الصائم أن يتجنّب المبالغة في الاستنشاق . لقوله عليه الصلاة والسلام للقِيط بن صَبِرة : وبالغ في الاستنشاق إلاَّ أن تكون صائما . رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . وصححه النووي والألباني .
والمقصود أن لا يُبالِغ في الاستنشاق ، وإنما يكتفي بإيصال الماء إلى الأنف دون وصوله إلى أقصى الأنف وإلى الخياشيم .
قال الحافظ العراقي : ذَكَرَ أَصْحَابُنَا أَنَّهُ يُكْرَهُ لِلصَّائِمِ الْمُبَالَغَةُ فِيهِ، وَأَنَّهُ لَوْ بَالَغَ فَوَصَلَ الْمَاءُ إلَى جَوْفِهِ بَطَلَ صَوْمُهُ عَلَى الأَصَحِّ؛ لأَنَّهُ لَمْ تُشْرَعْ لَهُ الْمُبَالَغَةُ ، بِخِلافِ مَا وَصَلَ مَعَ عَدَمِ الْمُبَالَغَةِ ، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ . اهـ .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : إذا اضطر الصائم إلى استعمال القطرة في أنفه فإنه لا حرج عليه في ذلك ، وصومه صحيح إلاَّ أن يجد طعم القطرة في حلقه ، فإنه يُفسد صومه ، ويلزمه قضاء ذلك اليوم إن كان واجبا . اهـ .
وعموما : المضمضة والاستنشاق سُنّة في قول جمهور أهل العلم ، إلا في حقّ من استيقظ من النوم ، فإنه يجب عليه أن يستنشق .
والله تعالى أعلم .