المفتي: المتورطون في تعاطي وترويج المخدرات "ملعونون"
الخميس 16 ذو القعدة 1435 الموافق 11 أيلول (سبتمبر) 2014
الرياض (واس)
حذَّر المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مروجي المخدرات ومتعاطيها من عقوبة هذه الآفة في الدنيا والآخرة، مؤكدًا أن المتورطين في ذلك ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال آل الشيخ، معلقًا على بيان وزارة الداخلية المتضمن الإعلان عن القبض على (1197) متهمًا منهم (456) سعوديًّا، بالإضافة إلى (741) متهمًا من (35) جنسية مختلفة؛ لتورطهم في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بمليار و(878) مليونًا و(662) ألفًا و(162) ريالاً: "النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لعن الله من آوى محدثًا). وقال العلماء: (إيواء المحدث قسمان: نصرته أو تأييده أو الوقوف معه أو التستر عليه، وإعانته على باطله وشره). فهذا المحدث في الإسلام؛ فالذي جرّ على الناس الويلات والبلايا هذا أكبر محدث وأكبر مفسد في الأرض، وهذا من النوع الذي لعنه الرسول صلى الله عليه وسلم".
وأضاف في برنامجه الأسبوعي المباشر عبر إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة: "هذه المخدرات بجميع أنواعها شر وبلاء، هدمٌ للأخلاق، غسلٌ للأدمغة، قضاء على المعنوية، تحطيم للكيان، وشر تحته من المصائب ما الله به عليم. وإن من يسمح لنفسه بأن يكون مروجًا للمخدرات أو مسوقًا أو مستوردًا أو متعاطيًا لها فقد باء بخسران عظيم".
وتابع: "جاء في الحديث: (لعن الله الخمر؛ شاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها، وحاملها وبائعها ومشتريها والمحمولة إليه، وآكل ثمنها).. كل أولئك ملعونون: المتعاطي لها والعاصر والساقي والحامل والمحمولة إليه، والبائع والمشتري والمروج.. كل هؤلاء ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لعظم شرهم وعِظم خطرهم".
وأردف: "المخدرات اليوم ليست كما كانت بالأمس نباتًا معروفًا؛ فاليوم فقد ركزت تركيزًا كيميائيًّا بمعنى أنّ من تعاطاها مرةً أدمنها وأصبح لا يستطيع الخلوص منها؛ فهي بذلك تقضي على الإنسان قضاءً محتمًا، إن آجلاً أو عاجلاً، فما إن يتعاطاها حتى تقضي على كيانه وتمسخ فطرته، فيصبح عضوًا أشلّ في مجتمعه لا خير فيه، لا يخدم المجتمع برأي ولا عمل، وإنما هو كَلٌّ على أهله، كَلٌّ على الدولة، كَلٌّ على المجتمع".
واستطرد "يا إخواني، اتقوا الله في أنفسكم.. لا تخدعنكم هذه المادة وإن كثرت (قُلْ لاَ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثِ).. هذه مكاسب محرمة خبيثة سيئة مفسدة للدين والأخلاق والقيم؛ فالحذر الحذر منها يا شباب الإسلام.. الله الله في أنفسكم، يا أبناء المسلمين.. الله الله في أنفسكم، لا تدمروا بلادكم بهذه المخدرات؛ فهي والله أعظم من القنابل الذرية المميتة.. إنها والله موت القلوب والأفئدة.. إنها الانسلاخ من جميع القيم والفضائل".
ووجه المفتي العام للمملكة الشكر إلى وزير الداخلية ورجال مكافحة المخدرات ورجال الأمن عمومًا، واصفًا إياهم بالمجاهدين في سبيل الله، قائلاً: "وإني لأشكر الله قبل كل شيء على نعمته وفضله، ثم أشكر رجال الأمن، لا سيما رجال مكافحة المخدرات، على هذه الجهود الجبارة التي قاموا بها، وهذا النشاط وهذه الاكتشافات الجيدة، والمفاجئة لهؤلاء، أشكرهم على طيب أفعالهم؛ أدعو لهم بالتوفيق والسداد والتوفيق لما يحبه الله ويرضاه. والشكر موصول لمن بيده بعد الله تدبير هذا الأمن: وزير الداخلية محمد بن نايف، وفقه الله وسدد خطاه وأعانه على كل خير".
وأوصى رجال الأمن ورجال مكافحة المخدرات بتقوى الله، مضيفًا: "عليكم أن تعلموا أنَّ عملكم هذا جهاد في سبيل الله، وما تكتشفونه من هذه المخدرات إنما هو شرٌ تصرفونه عن أمتكم، وخيرً تؤدونه لأمتكم، فاجتهدوا واستعينوا بالله؛ فإنكم على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله بالاجتهاد وتحرّي هذه الأمور ومفاجأة هؤلاء المجرمين الآثمين، وإن هؤلاء -ويا للأسف الشديد- الذين بلغوا أكثر من ألف متهم، مصيبة على أبناء المسلمين، ولكن يجب علينا معاقبة هؤلاء ومعالجة أولئك، وتجفيف تلك المنابع، التي تجلب لنا الشر؛ فبلادنا مستهدفة في عقيدتها وأخلاقها، وفي دينها وقيمها، ولكن ولله الحمد، لا نزال نشاهد من إدارة مكافحة المخدرات نشاطًا متواصلاً وجهدًا كبيرًا، فسدد الله الخطى، وأعان على كل خير".